استمعت لين دونشيوي و تحدثت دون تفكير " لم لم تقوما ب-"
" احم " قاطعها تشينغ شي بمنتصف حديثها و سأل تشينغ جون " كيف تعرفتما على بعض أول مرة ؟ "
" بلعبة هاتف اسمها-"
" لم يكن ذلك قصدي، هل كنتما تعرفان شكل بعضيكما قبل أن تلتقيا ؟ "
" صورنا الشخصية في اللعبة كانت عبارة عن شخصيات كارتون لذا لم أكن أعرف شكلها. كان لدينا نفس وقت الاستراحة و لعبنا مع بعضنا البعض ثم اقترحت هي أن نلتقي شخصيا، أول لقاء بيننا لم يكتمل لأمر عاجل واجهها و منعها من الحضور و بعدها بأسبوع التقينا في محل قهوة و أعجبنا ببعض لذا بدأنا بالمواعدة "
لمس تشينغ شي ذقنه وهو غارق بالتفكير " ما هو وقت استراحتك ؟ "
" العمل في الشركة يتطلب مجهودا كبيرا لذا لدي ساعة للاستراحة بوقت الظهيرة كل يوم بينما لا آخذ أي قيلولة خلال اليوم، أنهي عملي تمام الساعة 9:00 مساء و يوم عطلتي صادف عطلتها أيضا بيوم الأربعاء "
" شكرا لتعاونك معنا "
عندما خرج الاثنان من المنزل قالت لين دونشيوي " حشرت أنفك في شؤون الرجل الخاصة و لم تعرض عليه كلمات مواسات حتى ؟ "
" مواساة ؟ أنت شرطية و لست طبيبة نفسية "
" أنت قاس و بلا مشاعر لكنني أحيي هذا الرجل لقد كان مثابرا و لم يفترق معها بعد كل ما فعلت "
" قوانين دولتنا لم تقيد يوما العلاقات الغرامية، درجة تقبل الأمر تختلف من شخص لآخر فهناك من لن يتحمل الأمر ان حدث ولو لمرة واحدة و هناك طبعا من لن يهتم و لو تكرر الأمر للأبد "
" أنا شخصيا لن أتقبل حدوث شيء ذلك لي ولو لمرة واحدة "
توقف تشينغ و قال " انتظريني هنا فقد نسيت طرح سؤال مهم "
أثناء انتظاره اتصل شو شادانغ بها و سأل " أين أنت ؟ "
" ذلك ليس من شأنك ؟ "
" هاها لقد وجدت بعض الأدلة الرائعة أثناء بحثي عن المشتبه به. حسب أصدقائه فالسائق شخص جديد في المهنة بل انه بدأ بالعمل لأقل من سنة، و حتى رخصة سياقته تم الحصول عليها قبل سنة فقط "
" ماذا كان يفعل قبل أن يصبح سائقا ؟ "
" كان بالسجن في مدينة أخرى سنة 2015 و بعد اطلاق سراحه لم يسمع عنه خبر آخر. كان يشاع عنه أنه مات قبل أن يظهر في مدينة لونغ آن سنة 2018 وحده "
" وحده ؟ ألم يقل أن لديه أما بالمنزل ؟ "
" هل قال ذلك بالفعل ؟ لا، لم يتبق أي شخص من عائلته. هو يزعم بأن عائلته توجد في مسقط رأسه لكن بعد أن تحققنا من الأمر اكتشفنا أنه لا وجود لهم. يبدو و كأنه ظهر من العدم "
سمعت لين دونشيوي صوت نزول تشينغ شي عبر الدرج و أغلقت الخط ثم نظرت لتشينغ شي و فكرت بصمت،
ما هي هوية هذا الشخص الحقيقية ؟
" هل حدث شيء ما ؟ " سأل تشينغ شي بعد أن لاحظ تعبير لين دونشيوي الغريب.
" لم يحدث شيء. أين سنذهب الآن ؟ "
" أين تظنين ؟ "
فكرت لين دونشيوي قليلا ثم أجابت " لنحقق في العلاقات الاجتماعية لجو مينشينغ و خصوصا ’ أصدقائها الذكور ’ "
ابتسم تشينغ شي و هز رأسه " هل بامكاننا أصلا التحقيق بذلك ؟ لنتجه مباشرة لمنزلها و مكان عملها "
بعد أن ركب الاثنان في السيارة نظرت لين دونشيوي جانبيا لتشينغ شي و فكرت،
هذا الشخص كان رجل عصابات و له سوابق اجرامية عديدة لكن طيلة الوقت معه لم أحس بأي من ذلك بل هناك حس عدالة يفيض منه
أضف لذلك أن ماهر للغاية في حل القضايا و ذلك يستحيل اكتسابه من التعلم الذاتي فقط.
ما الذي حدث له في السنوات الثلاث الأخيرة الغير موجودة بسجله؟ ما الذي غيره لهذه الدرجة ؟
توجه الاثنان مباشرة لشركة الأدوية التي كانت تعمل بها جو مينشينغ. جو مينشينغ ماتت منذ مدة قصيرة لذا لم ينظف مكان عملها بعد و كان هناك الكثير من الورود الحمراء موضوعة على مكتبها. لاحظ تشينغ شي ذلك قائلا " يبدو أنها كانت مشهورة للغاية "
لقد كانت حوالي الساعة 5:00 مساء لذلك معظم الموظفين توجهوا للأكل و لم يوجد أحد في الشركة.
جلش تشينغ شي في مكتب جو مينشينغ و بدأ يتفقد حاجياتها، ملاحظة ذلك ذكرته لين دونشيوي " انتبه من أن تترك بصماتك "
" لقد ارتديت قفازات مسبقا " رفع تشينغ يده ليظهر قفازاته.
فتح تشينغ الدرج ووحد عبوات دواء كثيرة داخله بعد قارئة اسمهم قال " هذا نفس الدواء الذي وجدناه عند تشينغ جون لعلاج السيلان "
" يبدو أنه كان من السهل التعامل مع الضحية و كانت تصدق الآخرين بسهولة ناهيك عن أنها تحب تجربة أشياء جديدة لكنها عنيدة للغاية. الناس بهذه المواصفات عادة يجيدون تبرير تصرفاتهم مهما كانت "
" كيف اكتشفت كل ذلك من النظر الى مكتبها فقط ؟ "
أشار تشينغ شي " مكان العمل يكشف عن شخصيتك و ما تفضله للعلن. اذا دققتي النظر في مكتبها ستجدين أن كل أغراضها موضوعة و مكشوفة دون أي محاولة لاخفاء شيء، الكتاب الذي كانت تقرأه موضوع على الجانب و علمت مكان توقفها بغطاء علبة سدادات قطنية (1) مما يظهر أنها ليست ضيقة الأفق. انظري لهذه المذكرة و ستجدين أن خطها غير منظم و عشوائي مما يدل على أنها كانت انسانا نشيطا و اجتماعيا لكنها تنهي كلماتها بقوة و بحدة مما يدل على عنادها "
كل كلمة خرجت من فم تشينغ شي جعلت لين دونشيوي بالدهشة. ابتسم تشينغ شي و نظر لها " أنا سائق يلتقي بالعديد من الناس يوميا لذا أصبحت جيدا في قرائتهم "
قاطعهما رجل شاب يحمل علبة غداء بعد أن لاحظهما يجلسان بالمكان الذي اعتادت جو مينشينغ أن تجلس به و قال " ما الذي تفعلانه هنا ؟ من سمح لكما بالدخول لهذه المنطقة الخاصة ؟ "
أرته لين دونشيوي شارتها فانقلبت طريقة حديثه رأسا على عقب " لقد اتضح أنكم الشرطة، هل تحققون في قضية موتها ؟ "
" نحن نحقق في علاقاتها الاجتماعية " أجاب تشينغ شي و بعد أن لاحظ أن الشاب ينظر الى الورود على المكتب قال " هل أنت من وضع الورود هنا ؟ "
" ل-لا...لقد وضعهم زملاء العمل كلهم، لقد أحس الجميع بالسوء لفقدان زميلة شابة فجأة هكذا "
" ماذا كانت علاقتك بها ؟ "
ارتبك الشاب " لقد....كنا على زملاء فقط "
" أوه، حقا ؟ " أخذ تشينغ شي الملاحظة المكتوبة على الورود و قارنها باسم الرجل المكتوب على علبة غذائه " الخطوط متطابقة لذا منطقيا أنت من أرسل هذه الورود اذن اشرحلي لم سيرسل زملاء عاديون الورود لبعضهم البعض ؟ "
" أنا ...."
" ليس هناك أحد آخر هنا فقط تحدث "
احمرت خدود الرجل و قال " لقد...كانت تربطنا علاقة "
" ماذا ؟ " دهشت لين دونشيوي.
" لكن كانت تجمعنا علاقة لنصف سنة الآن و ان كنت صادقا فقد أحببتها سرا منذ تم تعييني بهذه الشركة. لقد كانت جميلة و للطيفة للغاية و الكل قدرها و أحبها لذلك لم أتخيل أن لدي فرصة معها ذلك حتى ذهبنا مجتمعين للسهر بالكاريوكي و اعترفت لها بحبي، لم أتوقع أبدا أن تقبل اعترافي و منذ ذلك الحين بدأنا بالتقرب أكثر فأكثر لكن الغريب بالأمر أنها تفادت الحديث معي بالعمل و لم نذهب للمنزل معا بعد العمل بل كنا نلتقي يوم السبت بفندق ما فقط. لقد علمت أن لديها حبيب بعد موتها فقط مما كسر قلبي لكني أحببتها حقا و هذه الورود كانت بمثابة وداع لها. "
" حب وفي " ابتسم تشينغ شي "هل يمكنني سؤالك عن أمر ما ؟ هل كنت مريضا مؤخرا ؟ "
" لا "
" هل لديك مرض جنسي ؟ "
أصيب الرجل بالدهشة قبل أن يرمي العلبة بعنف و يصرخ " أيها اللعين، ما الذي تتحدث عنه ؟ "